فيصل مصطفى يكتب .. بدون روتوش جمهورية الديمقراطية الحديثة

فيصل مصطفى يكتب ..  بدون روتوش
فيصل مصطفى يكتب .. بدون روتوش

بدأ الحوار الوطنى من أيام قليلة ، وبدأ يأخذ مساحته الطبيعية من اهتمام الرأى العام المصرى وأيضا من اهتمام المؤسسات والأجهزة المختلفة فى العديد من دول العالم الكبرى ، لأن حدثا سياسيا ضخما كهذا ، يتم فى بلد محورى هام مثل مصر ، لابد أن يحظى بالمتابعة الدقيقة ، لكل ما يثار داخله من مناقشات وحوارات ومحاورات فى العديد من الأجهزة الإعلامية والسياسية والمخابراتية فى العديد من الدول الكبرى عالميا وإقليميا.


وبالتالى فإن هذا الحوار الشامل الذى يتناول كافة القضايا الداخلية والخارجية والمحلية والدولية ، يُعد الحدث السياسى الأبرز فى العام الحالى 2023 ، ويعد نقطة تحول تاريخية سوف يتم التأريخ من عندها ، فيقال "ما قبل الحوار الوطنى وما بعد الحوار الوطنى" .


وهذا الكلام ليس فيه أدنى مبالغة ، لأن هذا الحوار يتسم بصفات محددة لم يسبق أن تجمعت معا فى حوار واحد بعينه . ومن أبرز هذه السمات ، احتدام التحديات الإقليمية والدولية لمصر وتعاظم التهديات التى تمس أمنها القومى ، وأيضا لإجراء هذا الحوار بعد 10 سنوات كاملة من بدء المسيرة الوطنية بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى .


الحوار إذن ، فرصة ذهبية لكى ينظر الجميع حول ما تم من إنجازات ، وضرورة استخلاص الدروس بعد إكتساب الخبرات الكافية ، ومع الفهم الدقيق المستمر للمتغيرات الهائلة التى تتم من حولنا إقليميا ودوليا وعالميا ، وربما أيضا للإعداد الجيد وتحديد مسارات العمل فى الأعوام ال10 المقبلة ، حيث يمكن لحوار قومى شامل كهذا أن يتم مرة كل 10 سنوات تقريبا ، أو كما إعتادت عليه الحياة السياسية المصرية منذ ثورة 23 يوليو عام 1952 .


وبالتالى ربما يمكن أن يُطلق على هذا الحوار تحديدا ، بأنه حوار "عام 2023" . وكما قال الدكتور ضياء رشوان المنسق العام للحوار الوطنى ، أنه قد يكون أخطر حوار فى تاريخ مصر لشموليته ودقته ، وإسهامه إيجابيا فى بلورة الإتجاهات الأساسية والملامح الرئيسية لجمهورية الديمقراطية الحديثة ، والتى بها نودع الربع الأول من القرن ال21 ، وندخل بها إلى الربع الثانى من القرن ال21 .


وأخيرا .. أن هذا الحوار سوف ينجح حتما ، لأنه ليس هناك بديل عن النجاح ، كما أن الجماهير ورجل الشارع ، والذى يترقب ويتابع الحوار ، لايقبل بديلا عن نجاح هذا الحوار ، وهذا حقه .